موقع اخبار الكرمل اليوم

www.carmelnews.site123.me

حلم الحمص والشاورما في دمشق يتبدد بهيج منصور .. ما يحدث في هذه الأيام في جنوب سوريا - لم يعد مجرد صراع محلي. إنها مذبحة منهجية، محاولة لمحو مجتمعات درزية بأكملها، وصفعة للمجتمع الدولي. في محافظة السويداء، مركز تاريخ وثقافة الطائفة الدرزية، تُنفذ منذ الأسبوع الماضي هجمات وحشية من قبل قوات مسلحة مرتبطة بنظام أحمد الشرع - الجولاني، رئيس سوريا الجديد. مقاتلون متطرفون - بعضهم من أصول أجنبية - ارتكبوا جرائم اغتصاب للقاصرات، ذبحوا عائلات بأكملها، دنسوا الأماكن المقدسة، داسوا على كرامة رجال الدين الدروز، وأهانوا علناً الرموز الدينية مثل العمائم البيضاء والمسنين. وإلى جانب الأذى الجسدي - نُفذت أيضاً هجمات روحية ودينية، حيث أُجبر أفراد المجتمع على تغيير دينهم بالقوة والإعلان عن خضوعهم للإسلام السني. ليس الدروز وحدهم - الجميع في المرمى لكن الدروز ليسوا وحدهم. تقارير موثوقة تشير إلى أضرار جسيمة لحقت بالمسيحيين - بما في ذلك إحراق الكنائس - وهجمات عنيفة ضد المدنيين من المجتمع العلوي. القاسم المشترك بينهم جميعاً: أنهم ليسوا جزءاً من الرؤية السنية المتطرفة التي يقودها مقربو الجولاني - رؤية "سوريا الجديدة"، التي تسير على نهج أنماط الحكم التي تذكرنا بأفغانستان طالبان. رفع العقوبات عن سوريا - وهو إجراء حدث تحت الضغط السعودي وبمرافقة أمريكية صامتة - منح الجولاني شعوراً بالشرعية المبكرة، رسالة خطيرة مفادها: يحق لك التصرف، العالم لن يتدخل. وهكذا، الجهادي السابق الذي قاد "جبهة النصرة" و"جبهة تحرير الشام"، ينفذ اليوم جرائم ضد الأقليات - وهو يرتدي بدلة غربية ويلوح بالوثائق الدبلوماسية ويتحدث عن الليبرالية والاعتدال. الماضي الذي لم يُمحَ - والمستقبل الخطير في يديه من المهم أن نتذكر: الجولاني لم يعتذر قط عن ماضيه الإجرامي. لم يتراجع قط عن تصريحاته حول إبادة الأقليات و"تطهير" سوريا. لقد غير زيه فحسب. الجهادي الذي يرتدي بدلة - لا يصبح شخصاً معتدلاً. إنه يفهم فقط أن الغرب ينسى بسرعة - ويستغل ذلك. موقف إسرائيل - حاسم وثابت كانت ردود الفعل في إسرائيل حاسمة من قبل أبناء الطائفة الدرزية. مشاعر القلق والخيانة والغضب - دفعت الشباب لعبور الحدود إلى الأراضي السورية. دولة إسرائيل، وبحق، حذرت من انتهاك خط الفصل - لكن في نفس الوقت، لا يمكنها أن تبقى صامتة. الآن حان الوقت للمطالبة بصوت واضح وقوي: تطالب دولة إسرائيل بالتزام صريح من النظام السوري بحماية أبناء الطائفة الدرزية وباقي الأقليات الدينية والعرقية. أي اعتداء إضافي على الدروز أو المسيحيين أو العلويين أو غيرهم - سيؤدي إلى رد سياسي و/أو أمني من إسرائيل، بما في ذلك عقوبات مباشرة واستهداف رموز السلطة. على المجتمع الدولي أن يتحرك فوراً لوقف القتل، وتهديد بفرض عقوبات جديدة، وإجراء تحقيق جنائي مع مرتكبي الفظائع. حلم يتبدد - لكن لم يفت الأوان بعد للإصلاح كان هناك من تحدث مؤخراً عن مستقبل جديد: التطبيع، السياحة، العلاقات المدنية. "حلم الحمص والشاورما في دمشق" رمز للحظة واحدة لإمكانية العقلانية الإقليمية. لكن اليوم واضح - هذا الحلم قد تبدد، والبدلة الغربية لا يمكنها إخفاء المذبحة والاغتصاب وإحراق الكنائس. إذا كانت سوريا تريد العودة إلى أسرة الأمم - عليها أن توقف القمع، وتحمي أقلياتها، وتمزق عن نفسها رداء النفاق.

  •  07/18/2025 10:36 AM

اقرأ المزيد
0 تعليقات
تم عمل هذا الموقع بواسطة